فى يوم من ايام عام 137 هجرية كان ابو جعفر المنصور الخليفة العباسى فى مجلسه فى المدائن بالعراق ينتظر دخول ابو مسلم الخراسانى عليه لكى يقابله
هذا اللقاء الذى انتظره ابو جعفر
المنصور طويلا واعد له العدة حتى يتخلص من ابو مسلم الخراسانى الرجل الذى ساهم فى
القضاء على الدولة الاموية وساعد فى اقامة الدولة العباسية
ولكن ابوجعفر المنصور قرر قتله و التخلص منه بعد ان زادت قوته للدرجة التى
تنذر بالخطر على مكانة الخليفة العباسى خاصة ان ابومسلم الخراسانى كان له تصرفات
ومواقف معادية للخليفة ابو جعفر المنصور
وبمجرد دخول ابومسلم الخراسانى على الخليفة ابو جعفر المنصور
بدأ الخليفة فى معاتبة ابو مسلم
الخراسانى على ما صدر منه من تصرفات اغضبت الخليفة
فرد ابو مسلم
ما يقال لى هذا بعد جدى واجتهادى
فرد الخليفة ابو جعفر ان ما فعلت
هذا بجدنا
وساله الخليفة عن سبب قتله لبعض رجال الدولة العباسية
فقال ابو مسلم لانهم عصونى
فغضب الخليفة ابو جعفر المنصور
وقال انت تقتل اذا عصيت وانا لا اقتلك وقد عصيتنى
ثم صفق الخليفة بيديه
فدخل الحراس الذين جهزهم الخليفة
لقتل ابو مسلم
فامرهم الخليفة بقتله فقال ابو مسلم استبقنى يا امير المؤمنين لعدوك
فرد الخليفة ابو جعفر واى عدو اعدى
منك
فقام الحراس بقتل ابو مسلم
الخراسانى وبذلك تخلص الخليفة ابو جعفر المنصور من ابو مسلم الخراسانى الذى قام
بدور كبير فى اقامة الدولة العباسية ولكن طموحه الكبير كان سبب لخوف ابو جعفر
المنصور منه وتخطيطه لقتله
ولكن كيف تمكن الخليفة ابو جعفر المنصور من الايقاع
بابومسلم الخراسانى لكى ياتى اليه ويدخل الى المصيدة بقدميه وهو المعروف عنه الحذر والذكاء
وتبدأ عملية التفكير فى قتل ابو مسلم الخراسانى بعد ان تولى الخليفة ابو
جعفر المنصور الخلافة حيث شعر بزيادة نفوذ ابو مسلم الخراسانى وخشى من هذا النفوذ
فاستشار بعض اصحابه فاشاروا عليه بقتله
وبعد ان اصبح ابو جعفر المنصور الحاكم والخليفة بعد وفاة اخيه الخليفة ابو
العباس السفاح خرج عليه عمه عبد الله بن على وبدا فى اخذ البيعة لنفسه من جنوده
وجيشه اما ابو مسلم الخراسانى فقد ارسل الى الخليفة يعزيه فى موت اخيه الخليفة دون
ان يبايعه بالخلافة
فاصبح ابو جعفر المنصور بين نارين عمه من جانب وابو مسلم الخراسانى من جانب
اخر فقرر ان يستخدم احدهما لقتل الاخر
فعمل الخليفة ابو جعفر المنصور على استرضاء ابو مسلم الخراسانى لكى يستعمله
فى قتال عمه عبد الله بن على الذى خرج عليه وتمرد عليه
وفعلا نجح ابو مسلم فى هزيمة عبد
الله بن على عم الخليفة وبذلك تخلص الخليفة ابو جعفر المنصور من عمه الذى كان
ينافسه على الحكم ولم يبقى امامه سوى التخلص من ابو مسلم الخراسانى
فحاول الخليفة ابو جعفر ان يقنع ابو مسلم بتولى حكم مصر والشام بدل من
خراسان ولكن ابو مسلم فهم الحيلة حيث اراد الخليفة ابعاده عن خراسان وهى مركز قوته
ونفوذه
فرفض امر الخليفة وقرر العودة الى
خراسان لكى يظل بها وتخذها حصنا له خاصة ان الخليفة بدأ يظهر عداءه له بشكل واضح
ففهم الخليفة ابو جعفر ان ابو مسلم لو عاد الى خراسان سوف يبدا الثورة ضده ويجهز جنوده للخروج عليه فاستعمل الحيلة
وارسل اليه يستدعيه لمقابلته فرفض ابو مسلم
فاستمر الخليفة فى ارسال الدعاة الى ابو مسلم لكى يقنعوه
بالحضور الى لقاء الخليفة كما نجح ابو جعفر المنصور فى كسب ولاء الرجل الذى استخلفه ابو مسلم مكانه على خراسان حتى يعود اليها
حيث وعده الخليفة ابو جعفر بتولى خراسان بدل من ابو مسلم فارسل هذا الوالى الى
ابو مسلم يحذره من مخالفة الخليفة ابو جعفر ويخبره انه سوف يمنعه من دخول خراسان اذا لم
يذهب للقاء الخليفة اولا
وبذلك حشر ابو مسلم الخراسانى فى مكانه ولم يجد امامه حلا سوى الذهاب للقاء
الخليفة ابو جعفر المنصور فى العراق وكان الخليفة ابو جعفر قد اعد العدة لهذا
اللقاء
حيث جهز رجالا لقتل ابو مسلم
الخراسانى وطلب من حراسه تجريد ابو مسلم من سيفه قبل ان يدخل للقاءه وان يدخل
بمفرده وليس معه احد
وبمجرد وصول ابو مسلم الخراسانى للقاء الخليفة تم تجريده من سيفه ثم دخل
للقاء الخليفة الذى عنفه وعاتبه بشدة على ما صدر منه من افعال وتصاعد الجدال بين
الرجلين ثم صفق الخليفة بيديه لكى يعطى الاشارة الى الحراس ليدخلوا ويقتلوا ابو
مسلم الخراسانى
من هو ابومسلم الخراسانى
ولكن من هو ابو مسلم الخراسانى وكيف وصل الى هذه المكانة
فى الدولة العباسية حتى ان الخليفة نفسه اصبح يخشى منه
لا يعرف بالتاكيد ما هو نسب ابو مسلم ولكن يقال ان اسمه الاصلى ابراهيم ابن خانكان ولد سنة 100
من الهجرة قرب اصفهان فى ايران حاليا وكان
ابوه رجل مسلم من الفرس وامه جارية ويقال
ان نسب ابو مسلم يرجع الى الاكاسرة الفرس
وبعد ان كبر ابو مسلم انتقل الى الكوفة وعمل خادما عند رجل اسمه ابو موسى
السراج الذى كان عضو فى الدعوة العباسية مما جعل ابو مسلم ينضم هو الاخر للدعوة
العباسية
وعرفه ابو موسى السراج على قائد الدعوة العباسية وهو الامام ابراهيم والذى
اعجب بذكاء ابو مسلم وغير اسمه من ابراهيم بن خانكان الى عبد الرحمن واطلق عليه
الاسم الحركى ابو مسلم حيث اصبح ابو مسلم خادم عند الامام ابراهيم
وكان الامام ابراهيم يرسل النقباء او نواب عنه الى اقاليم الدولة الاموية
لكى يجذبوا اتباع جدد للدعوة العباسية وينشروا افكار العباسيين
وبعد ان استمر ابو مسلم كخادم لدى الامام ابراهيم ارسله الامام الى خراسان
لقيادة الدعوة العباسية وذلك فى عام 128 هجرية ومن هنا اكتسب ابومسلم لقب
الخراسانى نسبة الى خراسان
ونجح ابو مسلم فى وقت قصير فى جذب الكثير من الاتباع للدعوة العباسية وبعد
سنوات من السرية والتخفى بدا ابو مسلم سنة 129 هجرية الهجوم بشكل علنى على الدولة
الاموية
بداية الثورة العباسية
وبدات من خراسان الثورة العباسية بقيادة ابومسلم الخراسانى والذى نجح بجيش
قوامه 10 الاف مقاتل فى السيطرة على واحدة من القرى التابعة لمدينة مرو عاصمة
خراسان
وبعدها قام نصر بن سيار الوالى الاموى على
خراسان بارسال جيش كبير لقتال ابو مسلم الخراسانى ولكن ابو مسلم نجح فى
هزيمة الجيش فى معركة الين وذلك سنة 130 هجرية
وتمكن ابو مسلم من السيطرة على خراسان ودخل الى مدينة مرو سنة 131 هجرية
وفر نصر بن سيار الوالى الاموى هاربا من المدينة
فارسل ابو مسلم خلفه جيش من العباسيين يقوده قحطبة بن شبيب والذى تقاتل مع
نصر بن سيار فى مدينة الرى وهى قريبة من طهران عاصمة ايران حاليا ونجح قحطبة فى
الانتصار فى المعركة
ولم يتمكن الخليفة الامورى مروان بن محمد من مساعدة الوالى نصر بن سيار
لانه كان مشغول بالقضاء على الثورات فى مصر والشام والعراق واليمن
لذلك استمر قحطبة بن شبيب فى التقدم ونجح فى هزيمة جيش اموى عدده 50 الف فى
مدينة اصفهان وبتلك الانتصارات خرجت معظم المناطق الايرانية من سيطرة الدولة
الاموية
وبذلك تحول العباسيين من مرحلة الدعوة الى مرحلة الدولة
وفى هذا الوقت ظهر الجانب القاسى من شخصية ابو مسلم الخراسانى حيث تسبب فى قتل
الكثير من الامويين
وبعد ذلك اصبح الطريق مفتوح امام جيش ابومسلم للوصول الى العراق وبالتحديد
الى مدينة الكوفة وهى مركز الدعوة العباسية فى العراق وفعلا نجح ابو مسلم فى دخول
الكوفة والسيطرة عليها كما نجح فحطبة بن شبيب فى دخول العراق وهزيمة جيش اموى اخرى
ولكن فى هذا الوقت نجح الاموين فى الشام فى القبض على
الامام ابراهيم قائد الدعوة العباسية وقتلوه ولكن ذلك لم يكن له تاثير خطير على
الدعوة العباسية حيث تولى من بعده اخوه ابو العباس الذى سمى بعد ذلك ابو العباس
السفاح
وفى يوم 28 نوفمبر من عام 749
ميلادية اعلن ابو العباس السفاح من مدينة
الكوفة فى العراق تاسيس الدولة العباسية وبذلك اصبح اول خليفة عباسى
وبالقرب من نهر الزاب فى شمال العراق دارت معركة نهر الزاب بين العباسيين ولامويين وكان العباسيين بقيادة
عبد الله بن على و ابو مسلم الخراسانى
وكان الامويين بقيادة الخليفة
مروان بن محمد والملقب بمروان الحمار وذلك بسبب صلابته وقوته
ونجح العباسيين فى الانتصار فى معركة نهز الزاب وهرب الخليفة الاموى مروان بن محمد الى مصر ولكن العباسيين طاردوه
وقتلوه وبذلك انتهت الدولة الاموية وقامت الدولة العباسية
وظل ابومسلم الخراسانى والى على خراسان وكان من اقوى رجال الدولة العباسية وبعد
وفاة الخليفة ابو العباس السفاح وتولى ابو جعفر المنصور الحكم شعر بخطر ابو مسلم
الخراسانى عليه لذلك قرر التخلص منه
.png)
تعليقات
إرسال تعليق