كيف كانت نهاية طارق بن زياد فاتح الاندلس

 


طارق بن زياد هو من اشهر الفاتحين في التاريخ الاسلامى حيث تمكن بتوفيق من الله من فتح بلاد الاندلس وضمها الى الدولة الإسلامية وكان ذلك في عام 711 ميلادية وكان هذا بتوجيه من موسى بن نصير والى افريقية وذلك في عهد الخليفة الاموى الوليد بن عبد الملك بن مروان 

من هو طارق بن زياد 

وكان المؤرخون قد اختلفوا في اصل طارق بن زياد فمنهم من قال انه عربى ومنهم من قال انه من الامازيغ وكما اختلف المؤرخون في اصله اختلفوا في نهايته ولكن المعروف ان طارق بن زياد وموسى بن نصير قد عادا الى دمشق بعد ان استدعاهما الخليفة الوليد بن عبد الملاك ويقال ان سبب ذلك هو حدوث خلاف بين الرجلين وفى النهاية تم عزل طارق بن زياد وموسى بن نصير عن مناصبهما ويقال ان طارق بن زياد ظل في دمشق حتى توفى بها في عام 720 ميلادية

ويتفق معظم المؤرخين على ان طارق بن زياد كان مولى موسى بن نصير الذى كان والى على افريقية وكان موسى بن نصير قد عين طارق بن زياد واليا على طنجة وبعد ان تمت السيطرة على المغرب الأقصى لم يبقى خارج السيطرة الإسلامية غير سبتة والتي كان يحكمها يوليان وهو حاكم قوطى

 وكان بين يوليان ولزريق حاكم القوط مشكلات لذلك فكر يوليان في تشجيع المسلمين على غزو شبه الجزيرة الايبيرية والقضاء على حكم لزريق حاكم القوط لذلك راسل موسى بن نصير ويقال راسل طارق بن زياد لكى يشجعهم على القيام بالغزو

لكن موسى بن نصير قرر ان يستشير الخليفة الاموى في دمشق قبل القيام بهذا العمل العسكرى الكبير لذلك ارسل الى الخليفة الوليد بن عبد الملك لكى يعلمه بعرض يوليان لغزو شبه الجزيرة الايبيرية فطلب منه الخليفة ان يرسل سرايا لمعرفة أحوال هذه البلاد

وبناء على ذلك ارسل موسى بن نصير سرية بقيادة طريف بن مالك وهو من البربر لكى يقوموا بالاغارة على ساحل اسبانيا وفعلا نجحت السرية في النزول في جزيرة بالوماس واغارت على المناطق المجاورة لها جهة الجزيرة الخضراء وحققت السرية نجاح وعادت محملة بالغنائم وساعد نجاح السرية في تشجيع الخليفة وموسى بن نصير في القيام بغزو شبه الجزية الايبيرية

جيش المسلمين يغزو شبه الجزيرة الايبيرية 

 في عام 92 هجرية الموافق 711 ميلادية ارسل موسى بن نصير جيش مكون من 7الاف رجل معظمهم من البربر يقودهم طارق بن زياد لكى يقوموا بغزو شبه الجزية الايبيرية وقام الجيش الاسلامى بعبور المضيق الفاصل بين المحيط الاطلسى والبحر المتوسط ونزلت قوات المسلمين في راس شبه الجزيرة الايبيرية وهو المكان الذى يسمى حاليا جبل طارق وسيطر المسلمون على هذا الموقع بعد ان انتصروا على الحامية القوطية الموجودة في المكان

وبعدها ظل طارق بن زيادة عدة أيام في هذا المكان حيث نظم قواته وجهز خطة لكى يقوم بفتح القلاع القريبة وبعدها يتقدم في عمق اسبانيا وفعلا نجح جيش المسلمين في فتح بعض المدن مثل قرطاجنة والجزيرة الخضراء وبعدها تقدم ناحية الغرب حتى وصل بالقرب من وادى لكه

معركة وادى لكه

وعندما عرف لزريق حاكم القوط بعبور جيش المسلمين الى شبه الجزيرة الايبيرية جهز جيش قوامه 100 الف جندي وسار لمواجهة جيش المسلمين وعندما علم طارق بن زياد بحشود القوط الضخمة ارسل الى موسى بن نصير ليطلب منه المدد فارسل له موسى بن نصير 5الاف رجل

وفى يوم 28 رمضان عام 92 هجرية الموافق 711 ميلادية تواجه جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد مع جيش القوط بقيادة لزريق عند وادى لكه  وبعد قتال شديد بين الجيشين انتصر جيش المسلمين على جيش القوط وقتل لزريق حاكم القوط  

وبعد ذلك نصح يوليان حاكم سبتة طارق بن زياد بان يقوم بتقسيم جيشه لكى يقوم بفتح المدن الاسبانية وفعلا قام طارق بن زياد بارسال مجموعات من القوات لفتح المدن حيث تم فتح قرطبة والبيرة وغيرها من المدن وقاد طارق بن زياد قوات لفتح طليطلة عاصمة القوط وبعد ان فتح طليطلة ارسل الى موسى بن نصير يطلب منه ارسال قوات جديدة لكى يعوض النقص في جنوده

فرد عليه موسى بن نصير بالا يتجاوز المكان الذى هو فيه حتى يصل اليه وفى عام 93 هجرية الموافق 712 ميلادية ابحر موسى بن نصير الى الجزيرة الخضراء ومعه قوات كبيرة وقام بفتح مدن اسبانية أخرى خلال مسيره الى لقاء طارق بن زياد

نهاية طارق بن زياد وموسى بن نصير

في عام 95 هجرية وبعد ان تم فتح الكثير من المناطق في شبه الجزيرة الايبيرية ارسل الخليفة الوليد بن عبد الملك يستدعى طارق بن زياد وموسى بن نصير للقائه في دمشق وبذلك انتهى دورهما في قيادة الجيش الاسلامى في الاندلس ويقال ان سبب استدعاء القائدين هو حدوث خلاف بينهما

وسار موسى بن نصير ومعه طارق بن زياد ومعهم عدد كبير من الاسرى والعبيد والنفائس و افراد الاسرة المالكة وعندما وصلوا الى طبريا  الواقعة في فلسطين  ارسل اليهم سليمان بن عبد الملك ولى العهد لكى يتأخروا في الوصول الى دمشق حتى يموت الخليفة الوليد الذى كان يعانى من المرض ولكنهم رفضوا واكملوا المسير الى دمشق

وبعد ان تولى الخليفة الجديد سليمان بن عبد الملك الحكم قام بعزل موسى بن نصير وأولاده وبالنسبة لطارق بن زياد فقد انقطعت الاخبار عند بعد ان وصل الى دمشق وتوفى عام 720 ميلادية وهكذا كانت نهاية طارق بن زياد وموسى بن نصير رحمهما الله هما وكل من شارك في فتح الاندلس  

  

 

تعليقات