قال الرسول صلى الله عليه وسلم لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ». صدق الرسول عليه الصلاة والسلام كانت هذه هى البشارة النبوية عن فتح القسطنطينية والتى تحققت فى عام 857 هجرية الموافق 1453 ميلادية عندما دخل الجيش الاسلامى الى القسطنطينية بعد ان حاصرها لمدة 55 يوم
ويعتبر فتح القسطنطينية من اشهر
المعارك الحربية التى خاضها المسلمون حيث تمكن السلطان محمد الفاتح بتوفيق من الله
من قيادة الجيش العثمانى لفتح القسطنطينية وهى عاصمة الامبراطورية البيزنطية
وبهذا الفتح تحققت البشارة النبوية
كما انه بفتح القسطنطينية سقط عائق
كبير كان يعوق المسلمون عن فتح المدن الاوروبية واصبح الطريق مفتوح امام الجيوش
الاسلامية لتحقيق المزيد من الفتوحات فى اوروبا
ومن المعروف ان فتح القسطنطينية كان هدف سعى لتحقيقه الكثير من الحكام
المسلمين حيث تم حصار المدينة 11 مرة ولكنها لم تسقط بسبب تحصيناتها الكبيرة
واسوارها العالية
حيث تمتاز القسطنطينية بوجود اسوار
عالية وسميكة تحيط بها كما انها تعتبر شبه
جزيرة ومحاطة بالمياه من ثلاث جوانب بالاضافة الى ذلك كانت توجد سلسلة حديدية كبيرة كان يمتد طرفاها بين
سور القسطنطينية وسور غلطة وكان يتم استعمالها لمنع السفن المعادية من الدخول الى مياه القرن
الذهبي
وقبل ان يتوجه السلطان محمد الفاتح للهجوم على القسطنطينية قام بالتجهيز
والتحضير لهذا الهجوم حيث قام بعقد
معاهدات وتفاهمات مع اعدائه حتى يمكنه التفرغ لفتح القسطنطينية
ولتذويد الجيش بالاسلحة المناسبة للحرب التقى السلطان مع مهندس اسمه اوربان
عرض على السلطان تصنيع مدفع ضخم يمكنه ضرب اسوار القسطنطينية
فوفر له السلطان المعدات والاموال
اللازمة وتم تصنيع المدفع الذى كان ضخم جدا
وسمى بالمدفع السلطانى وكانت قذيفته تصل الى مسافة بعيدة وكان المدفع يتم جره باستعمال الثيران وكان
الجنود يحيطون به من الجانبين حتى لا يسقط
كما قام السلطان محمد الفاتح بانشاء قلعة جديدة هى قلعة روملى حصار وكان
مكانها على الشاطئ الاوروبى بالقرب من القسطنطينية
وقد حاول البيزنطيين تعطيل اعمال بناء القلعة حيث حدثت بينهم وبين
العثمانيين مناوشات ولكنها لم توقف بناء القلعة
اعلان الحرب على الدولة البيزنطية
وبعد ذلك اعلن السلطان محمد الفاتح الحرب بشكل رسمى على الدولة البيزنطية
وقام الامبراطور قسطنطين باغلاق ابواب القسطنطينية وعمل على تحسين المدينة
والاستعداد للحرب
وبعد ان جهز السلطان محمد الفاتح جيش ضخم سار الى القسطنطينية لمحاصرتها
وبعد ان وصل الى اسوار المدينة توجه الى القبلة وصلى ركعتين وصلى خلفه الجيش وتم
توزيع القوات العسكرية حول المدينة كما قامت السفن العثمانية بمحاصرة القسطنطينية
من البحر
وبعث السلطان محمد الفاتح الى الامبراطور قسطنطين يطالبه بتسليم المدينة
دون حرب ووعده بالحفاظ على ارواح وممتلكات ومعتقدات السكان ولكن الامبراطور رفض وقرر القتال
بدء الحرب
وبعدها اعطى السلطان محمد الفاتح الاوامر للمدفعية لكى تقوم بالضرب وبدأت
الحرب ورغم استمرار المدفعية فى ضرب اسوار المدينة لكنها لم تنجح فى هدمها لان
المدافعين عنها كانوا يصلحوا الثغرات التى كانت تحدث فى الاسوار
وفى خلال الحصار وصل سفراء من المجر لابلاغ السلطان ان الجيوش الاوروبية
سوف تهاجم الاراضى العثمانية اذا لم يتم فك الحصار عن القسطنطينية ولكن السلطان
محمد الفاتح لم يهتم وقرر استكمال الحصار حتى فتح المدينة
واستمر الحصار للقسطنطينية وكانت المدافع تضرب بقوة والجنود العثمانيون
يحاولون اقتحام الاسوار ولكن المدافعين عن المدينة كانوا يصدوا الهجمات العثمانية
وبعد ذلك نجحت سفن تحمل المساعدات فى دخول القرن الذهبي و الوصول الى
المدينة ولم تتمكن السفن العثمانية من اغراق هذه السفن او منعها من الوصول وساعد
وصول هذه السفن فى رفع المعنويات لدى اهالى القسطنطينية حيث كان علي متنها عدد من
المقاتلين منهم شخص اسمه جوستنيانى عينه الامبراطور قائد للجنود
نقل السفن العثمانية الى مياه القرن الذهبى
وبعدها فكر السلطان محمد الفاتح فى طريقة لنقل السفن العثمانية الى داخل
مياه القرن الذهبي حتى يشدد من الحصار على المدينة ويشتت جهود المدافعين عنها
ولتحقيق ذلك تم نقل السفن العثمانية من ناحية البر بعد تجهيز الطريق بالواح
الخشب المغطى بالشحم والدهن واستمرت المدافع العثمانية فى اطلاق قذائفها حتى ينشغل
البيزنطيون عن عملية نقل السفن وفى الصباح تفاجأ
المدافعين عن المدينة بالسفن العثمانية وهى فى مياه القرن الذهبي
مما احدث صدمة كبيرة فى السكان لان الاسوار من هذه الناحية لم تكن قوية حيث
انهم لم يتوقعوا ان تدخل سفن معادية الى
مياه القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الحديدية وبعد ذلك اضطر الامبراطور قسطنطين
الى سحب عدد من القوات التى كانت تدافع عن الاسوار الاخرى لكى تدافع عن الاسوار
التى تطل على مياه القرن الذهبي وحاول البيزنطيون احراق السفن العثمانية ولكنهم
فشلوا
وقام البيزنطيين بقتل الاسرى المسلمين الموجودين لديهم واستمر الجيش
العثمانى بمحاولة فتح المدينة واستمرت المدفعية بالضرب ولكن المدافعين عن المدينة
كانوا يصدوا الهجمات العثمانية
وحاول العثمانيون حفر انفاق تحت الارض للدخول الى المدينة ولكن البيزنطيين
كشفوا المحاولات واحبطوها واستمر العثمانيون فى هجومهم على القسطنطينية واستمرت
المدفعية فى ضرب الاسوار
وحدث ثغرات فى الاسوار تمكن العثمانيين من الدخول من خلالها الى المدينة ولكن
المدافعين عن المدينة قاوموا الهجمات العثمانية وجرح القائد جوستنيانى وانسحب من
القتال رغم ان الامبراطور قسطنطين طلب منه ان يبقى مع المدافعين لكنه انسحب
فتح القسطنطينية
وحاول المدافعين عن المدينة المقاومة ولكن ضابط عثمانى شاب اسمه حسن
الالوباطلى نجح مع 30 جندى اخرين فى رفع الراية العثمانية على اعلى نقطة فى السور
الاوسط ورغم انه استشهد هو و18 من رفاقه
الا ان الباقيين منهم حافظوا على الراية العثمانية مرفوعة
ولما شاهد الامبراطور قسطنطين الراية العثمانية على السور تاكد ان الامر
انتهى ودخلت القوات العثمانية الى القسطنطينية وتم فتح ابواب القلاع واحد بعد
الاخر وتم القضاء على اخر القوات التى كانت تقاوم
ودخل السلطان محمد الفاتح الى القسطنطينية على ظهر جواده الابيض ويقال انه
سجد على الارض شكرا لله على الفتح وعلى ان نبؤة الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح
القسطنطينية تحققت على يديه
وسار الى كنيسة ايا صوفيا حيث كان سكان المدينة
متجمعين فامنهم على حياتهم واموالهم وحريتهم وخصص السلطان قوات للدفاع عن بعض
المواقع فى المدينة ومنها الكنائس
وامر ان يرفع الاذان فى كنيسة ايا صوفيا وقام بصلاة العصر فى داخلها
وبعدها تحولت كنيسة ايا صوفيا الى مسجد
للمسلمين
وظل السلطان محمد الفاتح فى القسطنطينية لفترة لكى يرتب امور المدينة والتى
غير اسمها الى اسلام بول وجعلها عاصمة للدولة العثمانية وفرحت الدول الاسلامية
بهذا الفتح الكبير
.png)
تعليقات
إرسال تعليق