توت عنخ امون حياة قصيرة واسرار كثيرة

 


رغم ان حياة توت عنخ امون كانت قصيرة حيث توفى فى سن صغيرة الا ان اكتشاف مقبرته وبها الكثير من الكنوز الفرعونية جعل العالم يهتم بتوت عنخ امون اهتمام كبير وفى السطور التالية نعرض لكم معلومات عن توت عنخ امون فتابعونا 

توت عنخ آمون وأهميته

تولى توت عنخ امون حكم مصر في الفترة من 1334 إلى 1325 ق م وكان ذلك في عصر الدولة الفرعونية الحديثة ورغم ان فترة حكم الملك توت كانت قصيرة حيث تولى الحكم وهو في عمر 9 سنوات وتوفى في عمر 19 عام الا انه قام بعدد من الاعمال منها اصلاح اعمدة وتماثيل معبد الكرنك وانشاء المراكب المقدسة 

وبينما يرى بعض الباحثين ان الملك كان ضعيفا ومريضا يرى اخرين ان الملك كان بصحة جيدة وكان قويا وترى دراسة امريكية ان الملك توت عنخ امون مات بسبب اصابته بكسر في عظمة الفخذ بينما ترى دراسات اخرى ان الملك مات مقتولا

 وبعد وفاة توت عنخ امون تولى الحكم كبير الكهنة اى والذى تزوج من ارملة توت وهذا يثير شكوك الباحثين في اساب وفاة الملك الشاب وبعد اى تولى الحكم قائد جيش الملك توت  حور محب وهو الذى قام بإزالة اثار توت عنخ امون واى من على المعابد والجدران

قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ امون

هناك قصص كثيرة عن اكتشاف مقبرة توت عنخ امون منها هذه القصة تقول الحكاية ان هناك صبى صغير وقف بحماره الذى كان يستعمله لنقل مياه الشرب  من نهر النيل الى اسرته التي كانت من ابناء عبد الرسول وهم من العاملين في الحفائر التي كانت تنفذ في وادى الملوك في مدينة الاقصر في بداية القرن الماضي وبعد ان وجد الطفل ان جرار المياه التي كان يحملها تتساقط منها المياه قرر ان يقوم بربطها مرة اخرى وعندما قام بوضع واحدة من الجرار على الارض اصطدمت بشيء قوى وصلب وبعد ان استعمل الطفل فأسه الصغير للكشف عن هذا الشيء الصلب وجد انها عبارة عن درجة سلم

وعلى الفور قام الصبى الصغير بإبلاغ هوارد كارتر وهو الرجل البريطاني الذى كان يبحث عن مقبرة توت عنخ امون منذ خمس سنوات ولكنه لم يجدها واصابه  اليأس من البحث خاصة ان اللورد جورج كارنارفون هدد كارتر بانه سوف يوقف تمويل بعثته الاستكشافية

وبسرعة قام هوارد كارتر بالتوجه الى المكان الذى توجد فيه درجة السلم وبعد الحفر تم اكتشاف 16 درجة سلم تنزل الى الاسفل لتؤدي الى مقبرة فرعونية وفى يوم 4 نوفمبر 1922 م قام كارتر بالنظر من كوة تطل الى داخل المقبرة وبمجرد ان شاهد ما بالداخل قال انه يوم الايام كلها

وبعد ان دخل هوارد كارتر وفريقه الى داخل المقبرة وجدوا الكثير من الكميات الذهبية التي لم يرى مثلها لاحد من الملوك في العالم وعلى الباب الخاص بغرفة الدفن كان يوجد تمثالان من الخشب للملك توت عنخ امون وذلك لحراسة غرفة الدفن وفى الداخل كانت المقبرة الفرعونية الخاصة بالملك توت ومن خلال هذا الكشف الأثري دخل هوارد كارتر وفريقه التاريخ بأكبر الاكتشافات الاثرية على مر العصور 

القناع الذهبي

كان الملك الشاب توت عنخ امون موجود في داخل اربع توابيت مذهبة وعلى وجهه كان يوجد قناع الموت الذهبي وهذا القناع الذى يعتبر من اشهر القطع الاثرية في العالم يبلغ وزنه 10 كيلو جرام وهو يصور الملك وكأنه يحمل المنبه والعصا وقد تم صقل القناع من الاحجار الكريمة واللازورد والذهب بطريقة مذهلة من ناحية الدقة في التصميم حتى ان من ينظر الى القناع الذهبي يعتقد ان من قام بصقله استعمل الات حديثة وانه لم يتم بشكل يدوى منذ اكثر من ثلاث الاف سنة

ويرى بسام الشماع وهو احد اعضاء الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ان قناع توت عنخ امون هو من اجزاء الطقس الديني الجنائزي كما انه في الوقت نفسه  يوفر الحماية لجسم الملك

والقناع الذهبي يبلغ ارتفاعه 54 سم وهو يحتوى على كمية من الذهب الخالص تبلغ 9 كيلو جرام وهو مكون من طبقتين من الذهب تم ربطهما معها باستعمال الدق وقد تم صقل القناع باستعمال عدد من الاحجار الكريمة لكى يظهر في شكل رائع يلفت الانتباه

حكاية تقطيع جسد توت عنخ امون 

في كتابه عن الملك توت عنخ امون يروى الدكتور زاهي حواس عالم الاثار المصري قصة  تقطيع مومياء الملك توت ويؤكد الدكتور حواس ان مومياء الملك تم فحصها اول مرة بعد 3 سنوات من الكشف الأثري وذلك في عام 1925 م وكان الهدف من الفحص هو اخراج مومياء الملك من التابوت وكان كارتر قد قام بإخراج التابوت من مقبرة الملك وتم وضعه في الشمس وذلك لانهم اعتقدوا ان اشعة الشمس سوف تذيب الراتنج مما يساعد على فصل مومياء الملك عن التابوت

ولكن واضح ان شمع البرافين الذى قام المحنطون بسكبه على لفائف الكتان تسبب في التصاقها مع المومياء لذلك قام الدكتور دوغلاس ديرى بتقطيع لفائف الكتان واخرج مومياء الملك بالقوة من التابوت

وقام هوارد كارتر وفريقه بقطع راس المومياء واستعملوا سكين ساخن لكى يفصلوا جمجمة الملك عن القناع وقاموا بفصل اجزاء المومياء عن بعضها ثم قاموا بتجميعها مع بعض مرة ثانية باستعمال الراتنج ورغم ان هوارد كارتر لم يذكر في كتبه او مذكراته انه قام بتقطيع مومياء الملك توت الا ان فحص مومياء توت كشف عن ذلك

توت عنخ امون دفن بالورود

تشير ميرنا محمد القاضى الباحثة في علم الاثار والمصريات الى انه عند اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ امون كان الملك يرتدى طوق من الزهور وكانت هذه الزهور حالتها جيدة لأنها كانت موضوعة بعناية في التابوت كما عثر المكتشفين على باقات من ورد الجنازة مع المومياوات الاخرى التي كانت في المقبرة واشارت الباحثة الى ان مقبرة الملك توت احتوت على كل الزهور التي وضعها المعزون من المصريين القدماء

ومن المعروف ان المصريين في هذه الفترة  اهتموا بوضع صور الزهور والحدائق على جدران المقابر  كما اشارت الدراسات التي اجريت على الفواكه والزهور المستعملة في الطوق الموضوع على مومياء الملك توت الى ان الملك الشاب دفن في الفترة ما بين منتصف شهر مارس ونهاية شهر ابريل

وقالت الباحثة المصرية ان تجهيز الجثمان للدفن يمكن ان يستمر لأكثر من شهرين وهذا يدل على ان الملك توت يمكن ان يكون قد مات في شهر الشتاء

الحفاظ على مظهر توت عنخ آمون بتقنيات خاصة

اشارت الباحثة ميرنا محمد القاضى الى ان المصريين القدماء كانوا يستعملوا وصفة لتحنيط جسد الموتى حيث كان يتم اخراج الاعضاء الداخلية والدماغ ثم يتم وضع ملح يسمى النطرون وذلك لتجفيف الجسد وساعدت هذه الطريقة على بقاء المومياء لآلاف السنين

وكان المصريون القدماء يعتقدوا ان روح المتوفى سوف تعود الى الجسد في الحياة الاخرى لكن الروح يمكن ان تكون في حاجة للتعرف على جسدها لذلك اضاف المحنطون الراتنج اسفل جلد وجه الملك توت لتثبيته

وتشير الباحثة الى انه حتى فترة قريبة كان يعتقد ان الملك توت تم تحنيطه بشكل سيء وبسرعة لأنه توفى بشكل مفاجئ ولكن فحوصات التصوير المقطعي الحديثة اظهرت ان هذا لم يكن صحيح وان عملية تغليف الوجه  تحتاج الى مهارة ووقت 

توت عنخ امون  معه رفقة في رحلته الى الاخرة

واشارت الباحثة ميرنا محمد القاضى الى ان توت عنخ امون لم يكن وحده المدفون في المقبرة ولكن وجد الباحثين نعشين صغيرين موضوعين في صندوق خشبي ومدفونين في خزينة المقبرة واشارت دراسة تم نشرها عام 2011 م الى ان هذه التوابيت كان بها جنينين وهى حالة نادرة ان يتم اكتشاف جنين محنط

قبر «اي» هو قبر توت عنخ امون

اشارت الباحثة ميرنا القاضي الى ان هناك نظريات كثيرة تم طرحها عن السبب في عدم حصول توت على قبر يليق بمستواه حيث يعتقد ان اى وهو خليفة الملك توت قد اخذ قبر الملك توت لنفسه  خاصة انه عندما تم عمل فحص للقبرين وجد تشابه كبير بينهما بينما يرى محققون اخرين انه عند وفاة الملك توت بشكل مفاجئ لم تكن المقبرة الفخمة الخاصة به جاهزة وفى النهاية تظل حياة الملك الشاب توت عنخ امون لغز محير لم يتم حله

لغز موت توت عنخ امون 

ساد اعتقاد ان موت توت عنخ امون لم يكن بسبب المرض ولكن قد يكون تم اغتياله بواسطة الوزير  خبرخبرو رع وهناك ادلة كثيرة يذكرها من يصدقوا هذه النظرية

وفى عام 2010 م خضعت مومياء توت عنخ امون ومومياء المقبرة رقم 55 ومومياء امنحتب الثالث لتحليل الحمض النووي والمسح باستعمال الاشعة المقطعية واظهرت النتائج ان صاحب مومياء المقبرة رقم 55 هو الملك اخناتون وهو ابن امنحتب وهو والد الملك توت عنخ امون

وتشير بعض الدراسات والابحاث الى عدم وجود دليل على تعرض الملك توت عنخ امون لعملية اغتيال تسبب بمقتله وتقول الدراسات ان الفتحة التي عثر عليها في جمجمة الملك توت ليست بسبب تعرضه للضرب على رأسه كما كان البعض يعتقد في الماضي ولكن تم عمل هذه الفتحة في الجمجمة خلال عملية تحنيط الملك

كما ان الكسر الموجود في فخذ الملك لم يكن بسبب عملية اغتيال تعرض لها الملك ولكن نتيجة حادث وقع له قبل وفاته وربما نتج عن هذا الكسر التهاب ادى الى وفاة الملك توت

وفى دراسة اخرى تم نشرها عام 2010 م تم ارجاع سبب وفاة الملك توت عنخ امون الى اصابته بمرض الملاريا والى المضاعفات التي حدثت نتيجة الكسر الذى حدث في ساقه

وقبل هذه الدراسات حاول العلماء معرفة سبب وفاة الملك توت حيث خضعت مومياء الملك للفحص باستعمال اشعة اكس وذلك في جامعة ليفربول عام 1968 م  وفى جامعة ميشيغان عام 1978 م ونتج عن هذه الفحوصات اكتشاف وجود بقعة داكنة اللون اسفل جمجمة الملك من الخلف وتم تفسير ذلك بإصابة الملك بنزيف في دماغه وعلى اثر ذلك تم الافتراض بان الملك تعرض لضربه على راسه ادت الى حدوث نزيف في دماغه تسبب في وفاته 

مقابر وادى الملوك

يقع وادى الملوك في مدينة الاقصر في البر الغربي من نهر النيل وهو من اكثر الاماكن العجيبة في العالم وكان اول فرعون يدفن في وادى الملوك الملك تحتمس الاول اما الملك توت عنخ امون فقد كان سابع ملك يدفن في وادى الملوك بينما كان الملك رمسيس العاشر اخر فرعون يدفن في الوادي

وعلى مدى سنوات طويلة كان هناك 62 مقبرة موجودة في وادى الملوك اما بالنسبة للملكات فقد تم دفنهن في وادى قريب يسمى الان وادى الملكات وظل وادى الملوك مكان لدفن الفراعنة حتى الاسرة 21 وبعد ذلك اصبح الدفن يتم في المعابد

هوارد كارتر ومزاعم سرقة الآثار

تشير بعض الدلائل الحديثة الى ان هوارد كارتر عالم الاثار الذى اكتشف مقبرة الملك توت عنخ امون وذلك في بدايات القرن العشرين من المحتمل انه اخذ لنفسه بعض كنوز الملك توت واشارت بعض الرسائل التي نشرت حديثا الى ان كارتر قد يكون سرق بعض المقتنيات من مقبرة الملك توت وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية

وفى عام 2010 م قامت مجلة دير شبيجل الالمانية بوصف هوارد كارتر بمهرب الاثار وفى تقرير قامت المجلة الالمانية بنشره اوضح ان كارتر كان معه صور وثائقية تخص مقبرة الملك توت ولكنه قام بتحريفها وادعى ان مقبرة الملك تعرضت للسرقة قبل ان يتم اكتشافها وذلك لكى يخدع هيئة الاثار المصرية ولكن مصادر اخرى تقول ان بعض القطع الاثرية خرجت بعلم السلطات المصرية في هذا الوقت    

ويرى الشماع ان مقبرة الملك توت عنخ امون التي تم اكتشافها كاملة كان بها كميات كبيرة من نباتات الشعير وتوت العرعر وبذور البطيخ واكليل جنائزي وسمسم وعدس وحلبة وبسلة وهذه البذور والنباتات تم اخراجها من مصر على سبيل الاعارة وبواسطة كارتر وبموافقة الحكومة المصرية وهذه النباتات موجودة الان في لندن في حديقة كيو غاردن ولم يتم اعادتها مرة اخرى الى مصر ويطالب الشماع بضرورة عودة هذه النباتات الى مصر ويرى ان كارتر تآمر  لكى يخرج النباتات من مقبرة الملك

سر الهوس العالمي بتوت عنخ آمون

عندما تم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ امون في عام 1922 م اهتم بها العالم اهتمام كبير ويرى علماء الاثار ان السبب في اهتمام العالم بالملك توت عنخ امون هو ان مقبرة الملك احتفظت بكل كنوزها ومحتوياتها ولم تتعرض للسرقة مثل غيرها من المقابر الفرعونية الاخرى حيث احتوت مقبرة الملك توت على اكثر من 5000 قطعة اثرية منها المجوهرات والتماثيل الذهبية والمراكب والصناديق المزخرفة وعربات الخيل بالإضافة الى اكاليل الزهور وقطع اللحم والبلح وارغفة الخبز وغيرها من الاشياء التي توضح تفاصيل الحياة اليومية للفراعنة 

ومن الحقائق المثيرة الخاصة بمقبرة الملك توت عنخ امون ان مومياء الملك تم وضعها في تابوت مصنوع من الذهب تم وضعه في تابوتين مصنوعين من الخشب الذى تم تزيينه برقائق الذهب وكلها تم وضعها في تابوت من الجرانيت ويعتقد العلماء ان التابوت الاوسط سبق استعماله ولم يكن خاص بالملك

كما وجد في غرفة دفن توت عنخ امون مروحة من ريش النعام وهذا يتوافق مع الآراء التي تؤكد على حب الملك لصيد النعام حيث نقشت له صور وهو يصطاد النعام

كما عثر كارتر عند اكتشاف المقبرة على خنجرين كانا ملفوفين في داخل ضمادات مومياء الملك توت وكان احد الخنجرين من الذهب والخنجر الاخر من الحديد حيث كان يعتقد ان الحديد عنصر نادر وثمين

ومن الاشياء الغريبة التي عثر عليها في مقبرة الملك توت هي بعض الآلات الموسيقية مثل الابواق وادوات اخرى يصدر عنها صوت مثل التصفيق ويعتقد بعض خبراء الاثار ان هذه الآلات الموسيقية خاصة بالحرب وليست للعزف ولكن يرى اخرين ان هذه الآلات كانت تستعمل في الطقوس الدينية 

ولازالت مقتنيات واثار الملك توت عنخ امون تزيد من اعجاب العالم بحياته ومقتنياته الاثرية الثمينة ولازال العلم يكشف لنا الكثير عن حياة الفراعنة

 

                                                                                 

 

 

تعليقات